Our Generation

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Our Generation

الإبداع و التطور في الفكر هدفنا


    (مقتطفات من بحثي حول المجتمع والنظام الشيوعي)

    مجد العرب
    مجد العرب


    المساهمات : 123
    تاريخ التسجيل : 15/12/2010
    العمر : 32
    الموقع : صحار

    (مقتطفات من بحثي حول المجتمع والنظام الشيوعي) Empty (مقتطفات من بحثي حول المجتمع والنظام الشيوعي)

    مُساهمة  مجد العرب الثلاثاء يناير 11, 2011 1:22 pm

    بدأ النظام الشيوعي , يفرض نفسه على النظم العالمية المعاصرة , منذ الحرب العالمية الثانية , حيث خرج الاتحاد السوفيتي – بعد ثورته البلشفية سنة 1917 – من ( الستار الحديدي ) , الذي فرضه على نفسه من ناحية ,وفرضه العالم الغربي عليه , من ناحية أخرى لينفتح على العالم ,قوة عظمى لها وزنها , الذي استمر قرابة نصف القرن من الزمان قبل أن تنفك عراه في بدايات العقد الأخير , من هذا القرن العشرين .
    كانت تجربة رائعة , تلك التي خاضها الاتحاد السوفيتي , خاصة ما يتصل منها ( بالتخطيط للتقدم ) , وربط التعليم بخطط التنمية , الاقتصادية والاجتماعية , واستغلال التعليم لأحداث تغيير أيديولوجي عميق في النفوس .

    وبلغ من روعة هذه التجربة السوفيتية , أنها أدت إلى رد فعل عنيف في المعسكر الرأسمالي المناهض , وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية , التي كانت تعتقد أنها بالحصار , الذي فرضته على الاتحاد السوفيتي مع غيرها من الدول الغربية – سوف تقتل ( التجربة) في مهدها ,فإذا بنتيجة التجربة تأتي على عكس ما توقعته تماما ,وإذا بالمفكرين الأمريكيين أنفسهم , يدعون إلى دراسة التجربة والاستفادة بها ,كما يدعون إلى إعادة تقييم لسياساتهم العامة , وسياساتهم التعليمية ,كما رأينا من قبل ,في فصل الثاني من الكتاب ( ص44).

    كذاك بلغ من روعة هذه التجربة السوفيتية . أنها انتقلت بعده اختياريا – إلى بلد له تراثه الحضاري , وهو الصين الذي كان زعماؤه الوطنيون- بعد تخلصهم من السيطرة الغربية سنة 1947 – غير مستعدين " أول الأمر أن يقبلوا التزامات الشيوعية كاملة , وكان لهم شان كثير من قادة الفكر الإسلامي المسئولين في الوقت الحاضر ,تحرج ديني عميق ,نحو الأسس الجوهرية لنظريات ( ماركس ) و ( لينين ) , ثم صاروا بعد ذلك ماركسيين ,اكثر من السوفييت أنفسهم .حتى أن الماركسية عندما وجدت نفسها تهوى وتتداعى في الاتحاد السوفيتي وبلاد أوربا الشرقية مؤخرا ,لم تجد لها مأوى إلا في الصين , وعدد قليل من البلاد غيرها , كما سنرى في نهايات الكتاب.

    والفلسفة الشيوعية – أو الاشتراكية المتطرفة أو العلمية أو الماركسية – اللينينية – عكس الفلسفة الرأسمالية فلسفة مكتوبة مشروحة , تعود في أصولها إلى أفلاطون,في مجتمعه المثالي ( اليوتوبيا ) الذي سعى لتحقيقه والذي كان متأثرا فيما يكتبه عنه بالغوغائية والفوضى , التي كانت تعيش فيها أثينا , والتي كانت ستؤدى – في نظره – وقد أدت بالفعل – إلى - اندحار أثينا – كما رانيا عن الحديث عن ( الأيديولوجيا والتربية عند الإغريق ) في الفصل الأولى .



























    ثالثا : السمات العامة للتعليم في المجتمع الشيوعي


    تعد الماركسية – اللينينة هي الأساس الأيديولوجي الذي يدور حوله التعليم في المجتمع الشيوعي المعاصر.
    وإذا كانت الفكرة الرأسمالية فكرة ( سياسية ) في أساسها تتخلص في ( تحرير ) الإنسان , واطلاق طاقاته المبدعة فان الفكرة الشيوعية أو الماركسية – اللينينة فكرة ( اقتصادية ) في أساسها , تتخلص في تحقيق ( التنمية المادية ) تمهيدا لتحقيق
    الشيوعي ثم المجتمع العالمي .

    وإذا كانت الماركسية – اللينينة لم تشر إلى التربية من قريب أو من بعيد فأنها – من خلال تصوريها الجديد للمجتمع , والحياة فيه – كان لها صداها في الفكر السياسي – كما كان لها صداقها في الفكر الاجتماعي ,وكان لها – نتيجة لذلك – صداها في الفكر التربوي .

    ومن الاتحاد السوفيتي انتقلت هذه النظرية التربوية الشيوعية إلى البلاد الشيوعية الأخرى , بعد الحرب العالمية الثانية ( بعد سنة 1945 ) .ومن ثم كان التفسير السوفيتي للماركسية في النواحي التعليمية ,هو ما اعتنقته تلك الدول , وتلاءمت معه , ولما كان ذاك التفسير ,قد حمل في طياته , بعضا من آثار التراث الروسي القديم ,كان تعليما سوفيتيا روسيا" سرعان ما بدأت نظم التعليم في هذه البلاد تتحرر مما به من طابع سوفيتي محلي , ليأخذ طابعا خاصا يتفق مع الظروف الخاصة بكل بلد من هذه البلاد في ظل الماركسية اللينينة .
    ونتيجة لذلك نجد التعليم في هذه البلاد سمات عامة , تكاد أن تجعل من نظم التعليم المختلفة في البلاد الشيوعية – رغم الفروق المحلية أو القومية بينها – نظاما تعليميا واحدا مما دفعنا إلى أن نعنون الفصل ب ( الأيديولوجيا والتربية في المجتمع الشيوعي ) . ليدل على هذا التوحد ,وهذه السمات العامة في :

    سيطرة الدولة والحزب الشيوعي على التعليم : وهذه السيطرة سيطرة حازمة , لا يعرف التنوع أو المرونة , شانها في ذلك شان سيطرة الدولة على التعليم في أي بلد استبدادي ديكتاتوري .
    وهذه السيطرة الشيوعية على التعليم جزء من سيطرتها على كل المرافق بالبلاد , تمكينا للدولة من أن تخطط وتنفذ , وتحقق التقدم الذي تنشده , والذي يعود بالخير على المواطنين جميعا .

    وهذه السيطرة الشيوعية على التعليم وغيره من المرافق هي جوهر الماركسية – اللينينة وهي تعنى – في نظر لينين – صراحة – الحكم الفردي أو " الإدارة الفردية " التي تؤمن " بصورة افضل " اكفأ استخدام للقدرات البشرية . والتحقق بشكل عملي , وليس شفاهيا .ومن العمل الذي إنجز " على حد تعبيره في المؤتمر الثالث للمجالس الاقتصادية (22) في عموم روسيا سنة 1920 م .

    1- التنمية إلا أيديولوجية المستمرة : و ذلك لغرس الماركسية – اللينينة في النفوس , وتنمية هذا الغرس حتى يصير أصيلا فيها , لا يتزعزع ولا يهتز وذلك لان الماركسية – اللينينة هي الأساس النظري الذي تقوم عليه الحياة في هذا المجتمع . ومن ثم كانت هي ( علم العلوم ) أي العلم الذي يفسر كل العلوم الأخرى , والذي في ضوئه يكون للتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة والرياضيات والعلوم وغيرها , معنى ويدونه تكون هذه العلوم وسيلة تسيطر بها البرجوازية على الجماهير الحادكة و كما هو الحال في المجتمعات الرأسمالية , ويتحول المجتمع من مجتمع مثالي ( نظيف ) , إلى مجتمع برجوازي ( استغلالي ) .
    وليس معنى ذلك الماركسية – اللينينة تدرس – كنظرية في السنوات الأولى من التعليم وإنما هي تستغل كل المواد للتمهيد لها , فموضوعات القراءة في السنوات الأولى يمكن أن تدور موضوعاتها حول التعاون والصراع ضد المستغلين , وحول أهمية الدولة لسعادة الفرد . وما يقال عن القراءة , يمكن أن تقال عن الجغرافيا والتاريخ وغيرها . ويكون ذلك كله تمهيدا لتدريس الماركسية – اللينينة – كنظرية في التعليم العالي والجامعي .















    أي أن الأساس الأيديولوجي للحياة في المجتمع الشيوعي يقدم الأطفال منذ السنوات المدرسية الأولى , بما يتفق ومراحل نموهم , سواء في المدرسة , وفي المنظمات المدرسية , التي يحتكون بها . ومن خلال برامج النشاط – المدرسي وغير المدرسي – التي يشتركون فيها .
    فالجهاز التعليمي في المجتمع الشيوعي ليس قاصرا على المدرسة وحدها , وانما هو يضم كل أجهزة الدولة . ولذلك فالتعليم فيه " واسع في مفهومه وتطبيقه . وهو يضم كل الجهاز الثقافي . وكل الهيئات التي يمكن أن تؤثر كثيرا أو قليلا في عقول الصغار والكبار . ويشمل ذلك الجهاز , المدارس من دور الحضانة إلى الجامعات والمعاهد العليا . كما يشمل عددا كبيرا من المدارس , التي تهيئ تدريبا مهنيا , على مستويات مختلفة – كل هذا بجانب الصحف والمجلات الدورية والكتب والمكتبات . ووسائل الاتصال المختلفة . كالراديو والتلفزيون وهو لا يغفل أيضا أمر الهيئات الأخرى كالمسرح والسيرك والملاعب والنوادي والمتاحف .كما يضع في الاعتبار كل الإنتاج الموسيقى والفنى والعلمي ويعتمد اعتمادا كبيرا على منظمات الأطفال والشباب ".
    3- الاهتمام بالنظام والتربية الخلقية : وقد رأينا في تقدمنا للأيديولوجيا والتربية في المجتمع الشيوعي في هذا الفصل . وان ( النظام ) هو العمود الفقري للأيديولوجيا الشيوعية كرد فعل للفوضوية الغوغاتية . التي كانت تعيشها أوربا ثورة الإصلاح .

    والمقصود بالنظام في الماركسية –اللينينة , هو احترام القيادة , وعلى راس هذه القيادة , الحزب الشيوعي
    ( الصفوة المختارة ) والدولة واحترام القيادات الأصغر , لا من اجل ذواتها , بل لأنها تستمد هيبتها ونفوذها
    من القيادة العليا , فالقيادة العليا تتجسد فيها . أو بعبارة أخرى, إنها هي التي تنفذ ما تأمر به هذه القيادة العليا .

    ومن هنا كان الاهتمام بتعليم ( النظام ) في المجتمع الشيوعي منذ الصغر, وكان الاهتمام بالتربية الخلقية , والمقصود بالتربية الخلقية في النظام الشيوعي , هو تعليم الأخلاق الشيوعية المتفقة مع ( المادية والجدلية ) من شفقة ورحمة , وعطف على الصغير , احترام للكبير , وتعاون في بناء المجتمع , وحب للعمل والعمال , وتأييد للكالحين في كل مكان وكراهية للاستغلال والمستغلين , وتعاون للقضاء عليهم , وإعلاء واحتقار للدين , الذي يعد – في نظر الشيوعية – ( أفيون الشعوب ) , بتعليمه النوم والتكاسل سعيا وراء ( وهم باطل )هو ( خلاص الروح ) .

    والثواب والعقاب من الوسائل الفعالة التي يلجأ إليها في التربية الخلقية وتعليم النظام في المجتمع الشيوعي ومن أهم وسائل الثواب والعقاب , الحصول على ( الرضا الجماعي ) أو ( الإنكار الجماعي ) والتصعيد في منظمات الشباب المختلفة أو العزل منها وللعزل منها آثار خطيرة , تمس مستقبل الطفل كله لأنه قد يؤدي إلى تحريم انضمامه إلى الحزب الشيوعي بعد الكبر ولذلك من الآثار الخطيرة ما هو معروف .


    4- الاهتمام بالتنمية المادية : والتنمية المادية ,هدف الأهداف في الماركسية – اللينينة كما سبق عند الحديث عن ( الفكرة الشيوعية ) و( الشيوعية والتربية ) وعند تقديمنا ( للسمات العامة للتعليم في المجتمع الشيوعي ) في هذا الفصل , فالتنمية المادية هي محور الحياة في ( المجتمع المثالي ) الذي تنشده الماركسية – اللينينة وهي الوسيلة لتحقيق قوة هذا المجتمع , لتمكينه - بعد ذلك – من السيطرة على العالم ,ودحر الرأسمالية والاستغلال في كل مكان .
    ولا تتحقق تلك التنمية المادية في نظر الشيوعية في القرن العشرين دون الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا ولذلك يلفت تلك التنمية المادية – في نظر الشيوعية – في القرن العشرين – دون الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا , ولذلك يلفت النظر في المجتمع الشيوعي – " ما للعلم من منزلة ,فهو بعد الماركسية – اللينينة كلمة تفعل فعل السحر ,
    وكلمة ( علمي ) كلمة تستهوي جميع العقول " ولكن العلم يجب أن يكون بطبيعة الحال هو ( العلم الحق ) لا
    ( العلم الزائف) المنتشر في كثير من ميادين البحث في ( البلاد البرجوازية ) يجب أن يكون علما يهدف إلى تحقيق مصالح ( الشعب ) لا ( علما من اجل العلم وحده ) " يضاف إلى هذا انه يجب أن يكون ( علما وطنيا ) أي علما يبغى خدمة الوطن ".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:50 am