Our Generation

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Our Generation

الإبداع و التطور في الفكر هدفنا


    تأثير التلفاز على الحياة الأسرية

    مجد العرب
    مجد العرب


    المساهمات : 123
    تاريخ التسجيل : 15/12/2010
    العمر : 32
    الموقع : صحار

    تأثير التلفاز على الحياة الأسرية Empty تأثير التلفاز على الحياة الأسرية

    مُساهمة  مجد العرب الأحد ديسمبر 19, 2010 10:48 pm

    يقول يوري برونفنبرنر Bronfenbrenner : " إن الخطر الأول لشاشة التلفاز لا يكمن في السلوك الذي ينتج عنه بقدر ما ينتج عن السلوك الذي يقف حائلا دونه, كالألعاب والأحاديث والمباهج والحوارات الأسرية, والتي يتعلم الطفل من خلالها الكثير, وعن طريقها تتكون شخصيته"

    فهل غير التلفاز في نوعية الحياة الأسرية؟

    نظرةٌ خاطفةٌ إلى داخل بيوتنا تُظهِر لنا صوراً شتى:

    · طفل في الرابعة يجلس مشدوداً إلى شاشة التلفاز التي تعرض "بوكيمون" وأشباهه...
    · شاب في السابعة عشر من عمره فاتحاً فاه أمام فيلم "أكشن" وأمه تسأله عن شيءٍ ما, وهو لا يراها ولا يسمعها...
    · الآن الساعة الحادية عشرة ليلاً وأسرة مؤلفة من أبوين وأربعة أطفال أعمارهم (15- 12- 6-3) أعوام, والجميع يشاهدون فيلم السهرة العربي البريء...
    · رمضان كريم, أختان شابتان تتحادثان الساعة الثانية ليلاً: تعبنا من أريكة غرفة الجلوس سنطلب من والدنا شراء تلفاز نضعه في غرفة نومنا لنشاهده ونحن في السرير, تكسرت عظامنا: فوازير, ثم مسابقات, ثم ثلاث مسلسلات, ثم أيضاً ثلاث مسلسلات... شيء متعب...
    · طفل في العاشرة عائد للتوّ من مدرسته وتحضر له أمه طعام الغداء ليتناوله أمام التلفاز ويستمر بعدها ساعات...

    فهل أصبح للتلفاز مكانة رئيسة في البيوت بحيث تتمحور حوله معظم نشاطات أفراد الأسرة؟

    أين هي مظاهر الحياة الأسرية اليوم من نشاطات مشتركة وحوارات ممتعة مفيدة وأحاديث حميمة وغيرها؟

    وما هي أبرز سمات العلاقات بين الآباء والأبناء في ظل هذه الظروف؟

    قديماً كانت الأمهات في حاجة ماسَّة إلى تنمية قدرة أطفالهن على اللعب وحدهم لفترات طويلة, وهو ليس بالشيء السهل, إذ يتعين على الأم أن توجد أساليب تضمن انشغال الطفل فعلاً في اللعب لبعض الوقت تاركاً الأم تتابع شؤونها الخاصة.

    كما جرت العادة على أن تبقي الأم عينيها مفتوحتين دائماً على صغارها حتى تتوفر لديها صورة دقيقة عن تغيرات نموهم. ليس بدافع الفضول وإنما لأن هذه المعلومات كانت تتيح لها إيجاد الوسائل التي تجعل أطفالها يقومون بتسلية أنفسهم بصورة ناجحة ومضمونة.

    وكل هذا من دون أن يكون دافعها إلى ذلك الإخلاص في تحقيق سعادة طفلها فحسب, بل أيضاً قدراً معيناً من المصلحة الذاتية.

    إن معرفة الأم الحميمة بطفلها قادتها إلى علاقة أكثر إشباعاً عاطفياً مع طفلها. مع توفر فرص أكبر للمتع المشتركة, وتقليل احتمالات سوء الفهم والمعاناة غير المقصودة.

    أما اليوم فالآباء يشجعون أطفالهم الصغار على مشاهدة التلفاز لفترات طويلة من الوقت من أجل راحتهم (أي الآباء). وهو عمل أسهل بكثير من محاولة إقناع الطفل بقراءة كتاب أو القيام بنشاط عملي ما أو حتى أخذ سنة من النوم. وهم يتبعون في ذلك قاعدة بسيطة من قواعد الطبيعة البشرية: " اختر دائماً الأسهل بين الطريقتين".

    وهذا -مع أسباب أخرى تتعلق بظروف الحياة- جعل معظم البيوت مكاناً لاستراحة الجميع بعد عناء العمل أمام التلفاز. مما يؤدي إلى تناقص فرص المحادثة البسيطة بين الآباء وأطفالهم. ومن الملفت للنظر أن الأسرة عندما يجتمع أفرادها معاً أو مع الأقارب والأصحاب ويتحدثون فإن أحاديثهم امتداد للمشاهدة التلفزيونية, إذ يتناقشون حول البرامج والمسلسلات التي شاهدوها.

    وقد أبدت إحدى الممرضات ملاحظة هامة فقالت:" يحضر الآباء مع طفل مريض أو مصاب إصابة خطيرة, ولا يفعلون شيئاً سوى الجلوس والانتظار. رغم أن الحديث إلى الطفل يصرف انتباهه عن الألم ويخفف عنه ويُصبِّره. يبدو أنهم لا يعرفون كيف يتحدثون إلى أطفالهم ". وهذا نتيجة طبيعية للبيت المتمركز حول التلفاز.

    هذا واقع, ولكن كيف نغير من هذا الواقع ونزيح التلفاز عن مركزيته تلك؟

    وكيف نحول اهتمام الأطفال عن التلفاز؟

    إن الآباء الواعين يدركون أنهم إن لم يفعلوا شيئاً جاذباً لأطفالهم فإنهم سيتحولون إلى مشاهدة التلفاز. ولكن هذا يحتاج إلى بذل جهدٍ ووقتٍ, ويتطلَّبُ صبراً وقدراً من المعاناة ريثما يتمُّ لهم مطلوبهم. فالتربية عملية مقصودة مدروسة وليست عملية تلقائية تتم بمجرد إنجاب الأطفال وإطعامهم وتوفير الأمن والأمان لهم, فهي أكثر من ذلك بالتأكيد. وتحتاج منا إعادة النظر في طرائق تربيتنا, وتصحيح الخاطئ منها. وحتماً سنعاني, ولكن السنن الكونية تخبرنا أن لا نجاح دون معاناة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:27 am